انتهاء الحركات إلى حركة يكون موجدها غير متحرك، وهو الإله القادر المختار.
الثاني: أن نسبة الكواكب والطبائع إلى جميع أجزاء الورقة الواحدة والحبة الواحدة واحدة، ثم إنا نرى الورقة الواحدة من الورد أحد وجهيها في غاية الحمرة، والأخرى في غاية السواد، فلو كان المؤثر موجبا بالذات لامتنع حصول هذا التفاوت في الآثار، فعلمنا أن المؤثر قادر مختار، وهذا هو المراد من قوله:{وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لأية لقوم يذكرون}[النحل: ١٣]، فكأنه قيل: ما ترسخ في عقلك أن الواجب بالذات، والطبع لا يختلف تأثيره، فإذا نظرت حصول هذا الاختلاف، علمت أن المؤثر ليس هو الطبائع؛ بل الفاعل المختار، فلهذا جعل مقطع الآية التذكر.
ومن ذلك قوله تعالى:{قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} الآيات [١٥١، ١٥٢، ١٥٣] فإن الأولى ختمت بقوله: {لعلكم تعقلون}، والثانية بقوله:{لعلكم تذكرون}، والثالثة بقوله:{لعلكم تتقون} لأن الوصايا التي في الآية الأولى إنما يحمل على تركها عد العقل الغالب على الهوى؛ لأن الإشراك بالله لعدم/ استكمال العقل الدال على توحيده