للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعظمته، وكذلك عقوق الوالدين لا يقتضيه العقل لسبق إحسانهما إلى الولد بكل طريق، وكذلك قتل الأولاد من الإملاق مع وجود الرزاق الحي الكريم، وكذلك إتيان الفواحش لا يقتضيه عقل، وكذلك قتل النفس لغيظ أو غضب في القاتل، فحسن بعد ذلك {يعقلون}. وأما الثانية، فلتعلقها بالحقوق المالية والقولية، فإن من علم أن له أيتاما يخلفه من بعده لا يليق به أن يعامل أيتام غيره إلا بما يجب أن يعامل به أيتامه، ومن يكيل، أو يزن، أو يشهد لغيره، لو كان ذلك الأمر له لم يحب أن يكون فيه خيانة ولا بخس، وكذا من وعد أو وعد لم يحب ان يخلف، ومن أحب عامل الناس به ليعاملوه يمثل ذلك، فترك ذلك غنما يكون لغفلة عن تدبر ذلك وتأمله، فلذلك ناسب الختم بقوله: {لعلكم تذكرون}. وأما الثالث: فلأن ترك إتباع شرائع الله الدينية مؤد إلى غضبه وإلى عقابه، فحسن {لعلكم تتقون} أي عقاب الله بسببه.

ومن ذلك قوله تعالى في (الأنعام) أيضا: {وهو الذي جعل لكم النجوم .. } [الآيات [٩٧ - ٩٩]، فإنه ختم الأولى بقوله: {لقوم يعلمون}، والثانية بقوله: {لقوم يفقهون}، والثالثة بقوله: {يؤمنون}، وذلك لأن حساب النجوم والاهتداء به يختص بالعلماء بذلك، فناسب ختمه ب {يعلمون}، وإنشاء الخلائق من نفس واحدة، ونقلهم من صلب إلى رحم، ثم إلى الدنيا ثم حياة وموت، والنظر في ذلك والفكر فيه أدق، فناسب ختمه ب {يفقهون}، لأن الفقه فهم الأشياء الدقيقة. ولما ذكر ما أنعم به على عباده من سعة

<<  <  ج: ص:  >  >>