للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نزلت في حكام مسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النصارى. وقيل: الأولى: فيمن جحد ما أنزل الله، والثانية: فيمن خالفه مع علمه ولم ينكره، والثالثة: فيمن خالفه جاهلا. وقيل: الكافر والظالم والفاسق كلها بمعنى واحد، وهو الكفر، عبر عنه بألفاظ مختلفة لزيادة الفائدة واجتناب صور التكرار.

وعكس هذا، اتفاق الفاصلة والمحدث عنه مختلف، كقوله تعالى في سورة (النور): {يأيها الذين ءامنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمنكم .... } إلى قوله: {كذلك يبين الله بكم الأيت والله عليم حكيم (٥٨)} [النور: ٥٨]، ثم قال: {وإذا بلغ الأطفل منك الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم ءايته والله عليم حكيم (٥٩)} [النور: ٥٩].

التنبيه الثاني: من مشكلات الفواصل قوله تعالى: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (١٨)} [المائدة: ١١٨]، فإن قوله: {وإن تغفر لهم} يقتضي أن يكون الفاصلة: الغفور الرحيم، وكذا نقلت عن مصحف أبي، وبها قرأ ابن شنبود.

وذكر في حكمته أنه لا يغفر لمن استحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد يرد عليه حكمه فهو العزيز، أي: الغالب، والحكيم، وهو الذي يضع الشيء في محله، وقد يخفى وجه الحكمة على بعض الضعفاء في بعض الأفعال، فيتوهم أنه خارج عنها وليس كذلك، فكان في وصفه الحكيم احتراس حسن، أي: وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب فلا معترض عليك لأحد في ذلك، والحكمة فيما فعلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>