برحمتي، فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوفير)، ولا أجازي جفاك إلا بالوفاء. وقال غيره: إنما خص سورة (إبراهيم) بوصف] المنعم عليه، و [سورة (النحل) بوصف المنعم، لأنه في سورة (إبراهيم) في مشارق الأرض ووصف الإنسان، وفي سورة (النحل) في مساق صفات الله تعالى، وإثبات الألوهية.
ونظيره قوله في (الجاثية): {من عمل صلحا فلنفسه، ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون}[١٥]، وفي (فصلت) ختم بقوله: {وما ربك بظلم للعبيد}[٤٦] ونكتة ذلك أن قبل الآية الأولى: {قل للذين ءامنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون (١٤)} [الجاثية: ١٤] فناسب الختام بفاصلة البعث، لأن قبله وصفهم بإنكاره. وأما الثانية، فالختام بما فيها مناسب، لأنه لا يضيع عملا صالحا، ولا يزيد على ما عمل سيئا.
وقال في سورة (النساء): {إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (٤٨){ثم أعادها وختم بقوله: {ومن يشرك بالله فقد ضل ضللا بعيدا}[النساء: ١١٦]، ونكته ذلك أن الأولى نزلت في اليهود، وهم الذين افتروا على الله ما ليس في كتابه، والثانية نزلت في المشركين ولا كتاب لهم، وضلالهم أشد.
ونظيره قوله تعالى في (المائدة): {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكفرون}[٤٤]، ثم أعادها فقال:{فأولئك هم الظلمون}[المائدة: ٤٥]. وقال في الثالثة:{فأولئك هم الفسقون}[المائدة: ٤٧]، ونكته أن الأولى