أما الاستعارة: فإنه استعير فيها ضمير الرفع، والأصل:"أنت يعبد"، وهو شائع. وأما الالتفات: فكان من حق هذا القارئ أن يقرأ: "إياك تعبد" بالخطاب، ولكنه التفت من الخطاب في "إياك" إلى الغيبة في "يعبد"، إلا أن هذا التفات غريب، لكونه في جملة واحدة.
والجمهور بالنون مبنيا للفاعل، وهو التفات من الغيبة إلى الخطاب، إذ لو جرى الكلام على أصله لقيل:{الحمد لله}، ثم قيل:"إياه نعبد".
والالتفات: نوع من البلاغة. والحكمة فيه: تنشيط السامع. قلت: وتنبيه أن الممدوح المذكور حاضر مشاهد.
وعن المطوعي:"نستعين" بكسر حرف المضارعة- وهي لغة مطردة في حروف المضارعة، وذلك بشرطين:
أن لا يكون حرف المضارعة [ياء] لثقل ذلك.
وأن يكون المضارع من ماض مكسور العين، نحو: تعلم، من علم، أو أوله همزة وصل [نحو]: نستعين من استعان، أو تاء مطاوعة نحو: نتعلم من تعلم، فلا يجوز في يضرب ويقتل كسر حرف المضارعة لعدم الشرطين المذكورين.