بالثانية كما لو قرأ:{إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت}[البينة: ٧]، "فلهم جزاء الحسنى" أو قرأ: {وجوه يومئذ غبرة}[عبس: ٤٠]، {أولئك هم الكفرة الفجرة (٤٢)} [عبس: ٤٢] لا تفسد صلاته. وإن تغير المعنى. ولو قرأ:"إن الأبرار لفي جحيم، وإن الفجار لفي نعيم"[الانفطار: ١٣، ١٤] أو قرأ: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم شر البرية"[البينة: ٧]، أو قرأ:"وجوه يومئذ عليها غبرة"[عبس: ٤٠]"أولئك هم المؤمنون" تفسد صلاته؛ لأنه أخبر بخلاف ما أخبر الله تعالى [به]. وقال بعضهم: لا تفسد صلاته، لعموم البلوى، والأول أصح. وإن ترك كلمة من آية، إن لم يتغير المعنى، كما لو قرأ:{وما تدري نفس ماذا تكسب غدا}[لقمان: ٣٤] وترك "ذا"، لا تفسد صلاته؛ لأنه يفهم به ما يفهم بدون الترك. وكذا لو قرأ:{ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم}[البقرة: ١٢٠]، وترك "من"، أو قرأ:"وجزاء سيئة مثلها"[الشورى: ٤٠] ولم يذكر السيئة الثانية، لا تفسد صلاته. وإن تغير المعنى بترك كلمة، بأن قرأ: {فما لهم لا يؤمنون (٢٠)} [الإنشقاق: ٢٠]، وترك "لا". أو قرأ:"وإذا قرئ عليهم القرآن يسجدون"[الانشقاق: ٢١] وترك "لا". أو قرأ:"وإذا قرئ عليهم القرآن يسجدون"[الانشقاق: ٢١] وترك "لا" تفسد صلاته عند العامة؛ لأنه أخبر بخلاف ما أخبر الله تعالى به، ولو اعتقد ذلك يكفر، فإذا أخطأ تفسد صلاته، وقيل: لا تفسد؛ لأنه فيه بلوى وضرورة، والصحيح الأول.
فإن زاد كلمة في آية، فهذا على وجهين: إن كانت الزيادة في القرآن أو لم تكن: فإن كانت في القرآن ولم يتغير المعنى بأن قرأ: {لا تعبدون