أصله فلا يسأل عنه وقد يكون التقديم لنكتة مثل سرعة التفاؤل وكونه لا يزول عن الخاطر وأمثال هذا من النكت.
وأما تأخيره فلإقتضاء المقام ذلك وسيأتي ذلك في باب التخصيص والقصر والحصر ومن أبحاث المسند إليه وضع المضمر موضع المظهر ويدخل فيه الالتفات ومثاله قول الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)} [الكوثر: ١، ٢] فإنه التفات من المتكلم إلى الغائب وانتقال من التكلم إلى الخطاب على وجه الالتفات وكقوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢)} [يس: ٢٢]
ومن الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ}[يونس: ٢٢] ومن الغيبة إلى المتكلم كقول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا}[الروم: ٤٨] ومن الغيبة إلى الخطاب كقول الله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} [الفاتحة: ٤، ٥]