الجواب: فعل ذلك ليوصل به إلى إمضاء أحكام الله وإظهار أوامره وإقامة العدل، وعلم أن أحدًا لا يقوم بذلك فما طلب إلا خيرًا.
فإن قلت: كيف جاز ليوسف أن يأمر المؤذن أن يقول: {أيتها العير إنكم لسارقون}[يوسف: ٧٠]، والحال أنهم لم يسرقوا ولم يكونوا واسمين في هذه الحالة بالسرقة؟
قلت: لعل يوسف عليه السلام اطلع عليه في أيام الصغر، أي بسرقة ما لا يعد نقصًا ولا يخلو عنه الأطفال فأراد ذلك، كما نقل في قولهم:{إن يسرق فقد سرف أخ له من قبل}[يوسف: ٧٧].
قيل: كان يوسف عليه السلام في صغره يخفي بعض كسيرة العيش ليتصدق بها فسمى ذلك إخوته سرقة.
فإن قلت: لما قال يوسف عليه السلام: {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن}[يوسف: ١٠٠]، ولم يقل: أخرجني من الجب ونعمة خروجه من الجب أعظم؟
الجواب: أن معصية السجن كانت عنده أعظم لطول مدتها ولمصاحبة غير الجنس، ولهذا قيل: عذاب الروح الحبس مع غير الجنس، بخلاف الجب فإن المؤنس له جبريل عليه السلام.