فإن قلت: كيف قدم الله تعالى الإراحة في قوله: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون}[النحل: ٦] والسرح مقدم؟
الجواب: لأنها تقبل مالئة البطون حافلة الضروع متهادية في مشيها، بخلاف وقت سروحها، فحالة ورودها حالة جميلة حسنة تنبسط بها نفوس أهلها.
فإن قلت: ما معنى قول موسى عليه السلام فيما حكاه الله تعالى: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر}[الإسراء: ١٠٢] وفرعون كافر يدعي الربوبية؟
قلت: الجواب: أن موسى علم أن فرعون يعلم الحق، ولكن يتعامى عنه ويعاند فيه، فأراد موسى عليه أن يبكته بذلك.
فإن قلت: لأي شيء قال تعالى في قصة الخضر مع موسى: {لقد جئت شيئًا إمرًا}[الكهف: ٧١]، وقال الخضر:{ألم أقل}[الكهف: ٧٢] كل ذلك في أمر السفينة، وقال في أمر الغلام:{لقد جئت شيئًا نكرًا}[الكهف: ٧٤]، وقال الخضر:{ألم أقل لك}[الكهف: ٧٥].
قلت: لما كان خرق السفينة أهون من قتل العلام؛ لأنه ما كل خرق يوجب هلاك أهل السفينة، وقتل الغلام (الصغير) أمر شديد، ولذا قال له الخضر:{أقل لك} فزاد بالرد عليه بالخطاب الكاف.