بين الجني والجنتين، ومن جهة أن الثمر لا يشعر بمصيره إلى حال يجنى فيها، ومن جهة مؤاخاة الفواصل.
ومنها قوله تعالى:{وما كنت تتلوا من قبله من كتاب}[العنكبوت: ٤٨]، أحسن من التعبير بـ «تقرأ» لثقله بالهمزة.
ومنها:{لا ريب فيه}[البقرة: ٢] أحسن من «لا شك فيه» لثقل الإدغام، ولهذا كثر ذكر الريب.
(ومنها): {ولا تهنوا}[آل عمران: ١٣٩]، أحسن من «ولا تضعفوا»[لخفته، و]{وهن العظم مني}[مريم: ١٣٩] أحسن من «ضعف»؛ لأن الفتحة أخف من الضمة.
ومنها:{ءامن}[البقرة: ٦٢] أخف من «صدق»، ولذا كان ذكره أكثر من ذكر التصديق.
و{ءاثرك الله}[يوسف: ٩١] أخف من «فضلك»
{وآتي}[البقرة: ١٧٧] أخف من «أعطى».
و{أنذر}[الأحقاف: ٢١] أخف من «خوف». و {خير لكم}[البقرة: ١٨٤] أخف من «أفضل لكم». والمصدر في نحو:{هذا خلق الله}[لقمان: ١١]، {يؤمنون بالغيب}[البقرة: ٣]، أخف من «مخلوق» و «الغائب». [{تنكح}[البقرة: ٢٣] أخف من «تنزوج»]؛ لأن «تفعل» أخف من «تفعل»، ولهذا كان ذكر النكاح فيه أكثر.
وأجل التخفيف والاختصار، استعمل لفظ الرحمة والغضب والرضا والحب والمقت في أوصاف الله تعالى، مع أنه لا يوصف بها حقيقة؛ لأنه لو عبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام، كأن يقال: يعامله معاملة المحب والماقت، فالمجاز في مثل هذا أفضل من الحقيقة لخفته واختصاره، وابتنائه على التشبيه البليغ، فإن قوله [تعالى]: {فلما ءاسفونا انتقمنا منهم}[الزخرف: ٥٥]، أحسن من «فلما عاملونا معاملة الغضب» أو «فلما أتوا إلينا بما يأتيه