وابنها حتى لحقها الظمأ، واشتد بها العطش، فخرجت تلتمس لابنها ماء، فذهبت إلى الصفا ثم إلى المروة فلم تجد، فترددت في المحلات سبع مرات، وفي غيبتها أمر الله عز وجل جبريل عليه السلام، فضرب بجناحه تحت قدم إسماعيل عليه السلام، فنبع الماء، ففحص إسماعيل عليه السلام الماء برجله، وأقبلت (أمه) وعندها أنه قد مات من الظمأ، فوجدت الماء يسيل تحت قدمه (فجمعت) وقالت: زمزم، أي: اجتمع، فلذلك سمي زمزما، وأقامت هاجر وإسماعيل عليه السلام يشربان من ذلك الماء، حتى وفد عليها ناس من جرهم، فلما رأوا الماء ولم يكونوا يعهدونه في ذلك الوقت استأذنوا (هاجر) أن ينزلوا معها على الماء، فأذنت لهم وأقاموا معها واستأنست بهم.
وكان إبراهيم عليه السلام يزورهما في كل شهر مرة على البراق، فلما رأى ما حصل لهم فرح بذلك ودعا لهم قائلا:(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل أفدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرت لعلهم يشكرون)(إبراهيم: ٣٧) ودعا أيضا بوجود محمد صلى الله عليه وسلم قائلا: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءايتك ويعلمهم الكتب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)(البقرة: ١٢٩).
وكان إبراهيم عليه السلام يتردد عليهم، وشب إسماعيل عليه السلام وكبر، فأمر إبراهيم عليه السلام بذبحه في منامه مرارا، فامتثل أمر الله سبحانه وتعالى، وأتى إليه وشاوره في