للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والامتحان، ولما أتى أوان خروجه من السجن رأى الملك في منامه: سبع بقرات عجاف ضعاف، وسبع بقرات سمان، فابتلعت كل واحدة من الضعاف واحدة من السمان، ورأى سبع سنابل عظام حسان (قد انعقد حبها)، ورأى قريبا منهم سبع سنبلات يابسات ففرك واحدة منهن فلم يجد فيها شيئا، فهب من منامه فزعا، وطلب المعبرين للرؤيا، فأخفى الله -جل شأنه- عنهم معرفتها، ولم يهتدوا إلى تعبيرها، ونسبوا رؤياه إلى أنها أضغاث أحلام؛ فأقبل الشراب وقبل الأرض بين يدي الملك، فأخبره أنه قادر على تأويل هذه الرؤيا، وأن بالسجن غلاما حاذقا في تعبير الرؤيا، فأرسل الملك الغلام إلى يوسف عليه السلام فأخبره بما رأى الملك، فقال يوسف: هذه الرؤيا تدل على خصب ورخاء سبع سنين، ثم يكون بعدها سبع سنين قحط وجهد، فأخبر الغلام الملك بقول يوسف عليه السلام، فاعتقد صحة ما قال، وألقى الله في قلبه استحسان من أشار إليه يوسف عليه السلام، فأرسل إليه يطلب ويريد أن يستخلصه لنفسه ويجعل محل نظره ومرجع أمره، فثبت يوسف عليه السلام ولم يجيء إليه لقصد أن تنكشف التهمة، وترتفع إشاعة امرأة العزيز، فطلب منه أن يسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن، هل رأيت من يوسف ريبة؟ فأجابوه قائلين:

<<  <  ج: ص:  >  >>