للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصنع الشرب للملك، والآخر خباز، فقال له الشراب: إني رأيت البارحة رؤيا أحب (أن أقصها) عليك وتعبرها لي: إني رأيت أن الملك قد أطلقني من السجن، فبينما أنا دور في بيته إذ رأيت شجرة عنب مثمرة وإلى جنبها نخلا، قد اختلطت بها، فأخذت ثلاثة عناقيد من العنب وثلاثة شماريخ من الرطب وعصرتها في كأس، فدعاني الملك، فقال: اسقني، فسقيته من ذلك الشراب، فقال يوسف عليه السلام: نعم الرؤيا رؤياك، وسيخرجك الملك غدا، ويعيدك إلى ما كنت عليه من الكرامة والمنزلة، فإذا عدت إلى ذلك فلا تنس وخاطبه في شأني.

وقال له الغلام الآخر: إني رأيت أن الملك أعطاني طبق خبز فحملته على رأسي ومشيت به إلى محل عال من الأرض، فنزلت طيور سود فنقيت الخبز وأكلت منه؟ فقال له يوسف عليه السلام: سيخرجك الملك ويصلبك على محل عال (فتنزل) طيور، فتأكل من رأسك. فقال له: لم أصدق في الرؤيا ولكن كذبت عليك، فقال له: {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان (٤١)} [يوسف: ٤١]، فتم الأمر، فكان الحال كما قال يوسف عليه السلام، أخرج الملك الشراب وأعاده إلى حاله، وصلب الخباز، وأقام يوسف في السجن؛ كما قال تعالى: {بضع سنين}، وأكثر أهل الأخبار على أنها سبعة أعوام، وكانت تلك المدة من الله عز وجل رياضة وجلوة وكرامة له، وتكريما لبشريته وتطهيرا لروحانيته، وقد جرت عادة الله تعالى شأنه، أما يختص أنبياءه وأولياءه بعد الابتلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>