للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يضرك كذبه، وإن يكن صادقا يصبك أمر عظيم، ويخشى عليك من الخطر فوعظه كثيرا، فأعرض عن موسى ولم يتعرض له بسوء، وبقي مصرا على تجبره وادعائه الربوبية، واستضعافه بني إسرائيل. وكان المؤمنون بموسى عليه السلام مستضعفين مستخفين في أرض مصر لقوة فرعون وجنوده، فدعا موسى لربه قائلا كما قص الله -جل شأنه- خبره في كتابه المكنون بقوله: {ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم (٨٨) قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون (٨٩)} [يونس: ٨٨ - ٨٩].

ثم إن موسى عليه السلام كان يدعو فرعون وقومه إلى توحيد الله تعالى وتعظيمه، ويطلب منهم أن يرسلوا معه بني إسرائيل ليذهب بهم إلى وطنهم الأصلي، ومسكن أبيهم الخليل عليه السلام، فأبوا عن ذلك فدعا عليهم، فأرسل الله -جل شأنه- عليهم طوفانا عظيما فأغرق بيوتهم ودخل الماء عليهم في كل موضع فالتجؤوا إلى موسى عليه السلام وسألوه أن يسأل الله -جل وعلا- أن يكشف ما بهم، إن كشف عنهم آمنوا به، وأرسلوا معه بني إسرائيل، فكشف الله -جل شأنه- عنهم ذلك، وأنبتت الأرض أضعاف ما تنبته من المعتاد فطغوا بذلك، وقالوا: هذه كانت علينا نعمة، فدعا عليهم بالجراد فأتاهم من كل موضع وأكل زروعهم، فسألوا موسى عليه السلام أن يدعو لهم ويؤمنوا ويرسلوا معه بني إسرائيل، فلما كشف ما بهم عادوا إلى ما هم عليه.

فدعا عليهم بالقمل فكثر فيهم، وأهلكهم وأتبعهم، فسألوا موسى عليه السلام كشف ذلك وأن يؤمنوا، فدعا لهم فكشف عنهم فلم يرجعوا عما هم عليه.

فدعا عليهم بالضفادع فامتلأت منازلهم وأماكنهم بها، فسألوه كشف ذلك ويؤمنوا، فكشف الله -جل شأنه- عنهم فلم يرجعوا.

فدعا عليهم بالدم فامتلأت منازلهم ومواطنهم دما، فسألوا كشف ذلك، وأن يؤمنوا، فدعا لهم، فكشف الله عنهم فلم يرجعوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>