وقيل: بناه لقمان الأكبر العادي، وقيل: سبأ بن يستجب ومات قبل إكماله، فأكمله ملوك حمير وأولاد كهلان بن سبأ ملوك اليمن حينئذٍ. وهم: عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، وكانت زوجة عمرو تسمى طريفة الحميرية كاهنة وولدت له ثلاثة عشر ولدًا، ثعلبة أبو الأوس من الخزرج وحارثة والد خزاعة.
وقيل فيهم غير ذلك، وجفنة والد غسان وحارثة والحارث وعوفًا ولعبًا ومالكًا وعمران هؤلاء أعقبوا والثلاثة الباقون لم يعقبوا، وكان لعمرو مزيقيا من القصور والأموال ما لم يكن لأحد فرأى أخوه عمران، وكان كاهنًا ولم يعقب أن قومه يتمزقون وتخرب بلادهم فذكر له.
ثم إن طريفة الكاهنة سجعت له بما يدل على ذلك، فقال: وما علامته؟ قالا: إذا رأيت جرذًا يكثر في السد الجفر ويقلب بيده الصخرة.
فلما غضب الله -جل شأنه- عليهم، وأذن في هلاكهم دخل عمرو