{بعبده} العبد في أصل اللغة ضد الحر، وهو عند أهل العرفان، وفي مقامات الإيقان: أكمل النعوت، وأجل الصفات، والعبد الموصوف بالعبودية قد تجاوز سائر المقامات، وترقى إلى أجل الكمالات؛ فإن العبد عندهم الحقيقي: هو الذي ليس له مطلوب سوى مطلوب سيده، ولا مقصد غير مقصده، يحب ما يحبه مولاه، ويكره ما يكرهه، وإن خالف مراده وهواه.
العبد الكامل يسمى محب الذات؛ لأن غرضه محبة للذات فقط من غير شائبة لسائر المتعلقات.
العبد راضٍ في سائر أحواله بما يقيمه فيه سيده غير متعرض عليه، ولا منتقد، ملازم للعبودية في كل حال، غير تارك لها في حال من الأحوال كوصف لبعض المبتدئين عن حال بعض شيوخه من العارفين، فرآه في ديوان الأشقياء، ففزع واضطرب من ذلك، فجاء إليه وأخبره، فقال له: يا أخي لي