وذكر الزمخشري في قوله تعالى:{ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله}[المائدة: ١١٧]، أنه يجوز أن تكون مفسرة للقول على تأويله بالأمر؛ أي: ما أمرتهم [إلا بما أمرتني]، به أن أعبدوا الله، قال ابن هشام: وهو حسن، وعلى هذا فيقال في [هذا]: الضابط أن لا يكون فيها [حروف] القول إلا والقول مؤول بغيره، قال الحافظ السيوطي رحمه الله: قلت: وهذا من الغرائب كونهم يشرطون أن يكون فيها معنى القول، فإذا جاء لفظه أولوه بما فيه معناه مع صريحه، وهو نظير ما تقدم من جعلهم (أل) في الآن زائدة مع قولهم بتضمنها معناها.
وأن لا يدخل عليها حرف جر.
الرابع: أن تكون زائدة، والأكثر أن تقع بعد (لما) التوقيتية، نحو قوله تعالى:{ولما أن جاءت رسلنا لوطاً}[العنكبوت: ٣٣]، وزعم الأخفش أنها قد تنصب المضارع، وهي زائدة، وخرج عليه قوله تعالى:{قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله}[البقرة: ٢٤٦]، {وما لنا ألا نتوكل على الله}[إبراهيم: ١٢]، قال: فهي زائدة، بدليل قوله تعالى:{وما لنا لا نؤمن بالله}[المائدة: ٨٤].
الخامس: أن تكون شرطية كالمكسورة، قاله الكوفيون، وخرجوا عليه قوله تعالى:{أن تضل إحداهما}[البقرة: ٢٨٢]، {أن صدوكم عن المسجد الحرام}[المائدة: ٢]، {أفنضرب عنكم الذكر صفحاً أن كنتم قوماً مسرفين} الزخرف: ٥]، قال ابن هشام: عندي تواردهما على محل واحد، والأصل التوافق، وقد قرئ بالوجهين في الآيات المذكورة، ودخول الفاء بعدها