١٢٥ - وأخرج مسلم عن البراء بن عازب - رضي الله عنهم - قال: مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيهودي [ممحمماً] مجلوداً، فدعاهم - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلاً من علمائهم، فقال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه، فأمر به فرجم»، فأنزل الله - عز وجل -: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر}، إلى قوله:{إن أوتيتم هذا فخذوه}[المائدة: ٤١]، يقول: ائتوا محمداً، فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا، فأنزل الله تبارك وتعالى:{ومن له يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}[المائدة: ٤٤]، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}[المائدة: ٤٥]، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}[المائدة: ٤٧]، في الكفار كلها. هذه رواية مسلم.
وفي رواية أبي داود مثله، وقال في آخرها: فأنزل الله: {يا أيها السوق لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر}، إلى قوله:{يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا} - إلى قوله جل ثناؤه -: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} - في اليهود - إلى قوله:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} في اليهود، إلى قوله:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}، قال: هي في الكفار كلها، يعني: هذه الآية.