يؤذنون في الناس يوم النحر: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وفي رواية: ثم أردف النبي - صلى الله عليه وسلم - بـ (علي بن أبي طالب)، فأمره أن يؤذن بـ (براءة)، فقال أبو هريرة: فأذن معنا في أهل منى [ببراءة] أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وفي رواية: يوم الحج الأكبر: يوم النحر، والحج الأكبر: الحج، وإنما قيل: الحج الأكبر، من أجل قول الناس: العمرة: الحج الأصغر، قال: فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحج في العام القابل الذي حج فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع مشرك.
وأنزل الله تعالى في العام الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين:{يا أيها الذين أمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بمد عامهم هذا وإن خفتم عيلة سوف يغنيكم الله من فضله ... } الآية [التوبة: ٢٨]، وكان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون، فلما حرم الله على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام، وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عليهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها، فقال الله تعالى:{وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء}[التوبة: ٢٨]، ثم أحل في الآية التي تتبعها الجزية، ولم تؤخذ قبل ذلك، فجعلها عوضاً مما منعهم من موافاة المشركين بتجاراتهم، فقال - عز وجل -: {قاتلوا الزين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ... } الآية [التوبة: ٢٩]، فلما أحل الله - عز وجل - ذلك للمسلمين: عرفوا أنهم قد عاضهم أفضل مما خافوا ووجدوا عليه، مما كان المشركون يوافون به من التجار. هذه رواية البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود، قال: بعثني أبو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، [ويوم الحج الأكبر: يوم النحر، والحج الأكبر: الحج.
وفي رواية النسائي مثل رواية أبي داود، إلى قوله: عريان].
وله في رواية أخرى، قال أبو هريرة: جئت مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة بـ (براءة)، قيل: ما كنتم تنادون؟ قال: كنا