لرأي العجب، ولكن أخذته من صاحبه ذمامة، قال:{إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا}[٧٦]، ولو صبر لرأي العجب، قال: وكان إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه، ثم قال:{فانطلقا حتي إذا أتيآ أهل قرية}[٧٧] لئام، فطافا في المجلس، {استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما}[٧٧]، إلى قوله:{هذا فراق بيني وبينك}[٧٨]، قال: وأخذ بثوبه، ثم تلا إلى قوله:{أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر}[٧٩]، إلى آخر الآية، فإذا جاء الذي يسخرها وجدها منخرقة، فتجاوزها، فأصلحوها بخشبة، {وأما الغلام}[٨٠] فطبع يوم طبع كافراً، وكان أبواه قد عطفا عليه، فلو أنه أدرك أرهقهما طغياناً وكفراً {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا (٨١)}.
وفي رواية قال: وفي الصخرة عين يقال لها: الحياة، لا يصيب من مائها شيء إلا حيي، فأصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك، وانسل من المكتل. وذكر نحوه.
وفي رواية: أنه قيل له: خذ حوتاً ميتاً، حتى تنفخ فيه الروح، فأخذ حوتاً، فجعله في مكتل، فقال [لفتاه]: لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت، فقال: ما كلفت كثيراً ... وذكر الحديث.
وفيه: فوجدا الخضر على طنفسة خضراء على كبد البحر، وأن الخضر قال لموسى: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك يا موسى، إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه، وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه.
وفيه: في صفة قتل الغلام: فأضجعه فذبحه بالسكين.
وفيه: كان أبواه مؤمنين، وكان كافراً، {فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا}[٨٠]، يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه، {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاةً}[٨١]. لقوله:{أقتلت نفسًا زكية}، {وأقرب رحمًا} - أرحم بهما من الأول الذي قتل الخضر.