وفي رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن ابن عباس تمارى هو والحر بن قيس بن حصين الفزاري في صاحب موسي - عليه السلام -، فقال ابن عباس: هو الخضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال: يا أبا الطفيل، هلم إلينا، فإني قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسي الذي سأل موسى السبيل إلى لقياه، فهل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يذكر شأنه؟ فقال أبي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] يقول: «بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل، إذ جاءه رجل، فقال له: هل تعلم أحداً أعلم منك؟ قال موسى: لا، فأوحى الله تعالى إلى موسى: بلى، عبدنا الخضر، فسأل موسى السبيل إلى لقياه، فجعل الله له الحوت آية ... »، وذكر الحديث إلى قوله:{فارتدا على آثارهما قصصًا}[الكهف: ٦٤]، فوجدا خضراً، فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه.
هذه روايات البخاري ومسلم.
ولمسلم رواية أخرى بطولها، وفيها: فانطلقا، حتى إذا لقيا غلماناً يلعبون، قال: فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي، فقتله، قال: فذعر عندها موسى ذعرة منكرة قال: {أقتلت نفسًا ذكية بغير نفسٍ لقد جئت شيئًا نكرًا}[الكهف: ٧٤]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هذا المكان:«رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجل لرأي العجب، ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة» ..
وعند البخاري فيه ألفاظ غير مسندة، منها: يزعمون أن الملك كان اسمه: مدد بن بدد، وأن الغلام المقتول: كان اسمه [فيما] يزعمون: حيسور.