للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنصار، فنادي المهاجري- أو المهاجرون-: يا للمهاجرين، ونادي الأنصاري: يا للأنصار، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلم فقال: «ما هذا؟ دعوى أهل الجاهلية»؟ قالوا: لا يا رسول الله، إلا أن غلامين اقتتلا، فكسع أحدهما الآخر، فقال: «لا بأس، ولينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً، إن كان ظالماً فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلوماً فلينصره».

وأخرجه الترمذي بنحوه، وفي أوله: قال سفيان: يرون أنها غزوة بني المصطلق، وفي آخرها: لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه.

وقال غير عمرو بن دينار: فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله: لا تنقلب حتى تقر أنك: الذليل، ورسول الله: العزيز، ففعل.

٣٦١ - وأخرج البخاري ومسلم عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر- أصاب الناس فيه شدة- فقال عبد الله بن أبي: لا تنفقوا على من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينفضوا من حوله، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بذلك، فأرسل إلى عبد الله بن أبي، فسأله؟ فاجتهد يمينه ما فعل، فقالوا: كذب زيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فوقع في نفسي مما قالوا شدة، حتى أنزل الله تصديقي: {إذا جاءك المنافقون} [المنافقون: ١]، قال: ثم دعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر لهم، قال: فلووا رؤوسهم، وقوله: {كأنهم خشب مسندة} [المنافقون: ٤] قال: كانوا رجالاً أجمل شيء.

وفي رواية أن زيداً قال: كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول- فذكر نحوه- قال: فذكرت ذلك لعمي- أو لعمر- فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعاني فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذبني، فأصابني غم لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي، وقال عمي: ما أردت إلى أن كذبك - صلى الله عليه وسلم - ومقتك؟ فأنزل الله - عز وجل -: {إذا جاءك المنافقون}، إلى قوله: {ليخرجن الأعز منها الأذل} [المنافقون: ١ - ٨]،

<<  <  ج: ص:  >  >>