العباد أضر من ربهم، وكقوله في سحرة موسى ما قال، وقول الرافضة في:{يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}[البقرة: ٦٧] ما قالوا.
وعلى هذا وأمثاله يحمل ما أخرجه أبو يعلى وغيره عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن في أمتي قوماً يقرؤون القرآن ينثرونه نثر الدقل، ويتأولونه على غير تأويله».
فإن قلت: فأي التفاسير ترشد إليه، وتأمر الناظر أن يعول عليه؟ .
قلت: تفسير الأمام أبي جعفر بن جرير الطبري، الذي أجمع العلماء المعتبرون على أنه لم يؤلف في التفسير مثله.
قال النووي في «تهذيبه»: كتاب ابن جرير في التفسير لم يصنف أحد مثله.
وقد شرعت في تفسير جامع لجميع ما يحتاج إليه من التفاسير المنقولة والأقوال المعقولة، والاستنباطات والإرشادات والأعاريب واللغات، ونكت البلاغة، ومحاسن البدائع، وغير ذلك، بحيث لا يحتاج معه إلى غيره، وسميته: بمجمع البحرين ومطلع البدرين، وهو الذي جعلت هذا الكتاب مقدمة له، وأسأل الله أن يعين على إكماله بمحمد وآله.