فإن قلت: فما نصنع بترتيب مصحف أبي، وابن مسعود، فإن مصحفهما على غير هذا الترتيب في السور، وهذا يدل على أن ترتيب السور ليس توقيفيا؟
قلت: الجواب عنه من وجهين:
الأول: أنهم اطلعوا على هذا الترتيب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنهم ظنوا أنه ليس لازما، بل لكل أحد أن يرتب كيف يشاء، فرتبوا مصاحفهم على اجتهادهم.
الثاني: أنهم رتبوا مصاحفهم على ما كانوا يتلقونه من النبي صلى الله عليه وسلم وقت التعليم، ولم يطلعوا على أن ترتيب المصحف غير ترتيب القراءة، فرتبوه على وفق ما سمعوه.
فإن قلت: قد روي أنه عليه السلام كان يقرأ سورة ثم يقرأ التي قبلها؟
قلت: ترتيب السور في القراءة ليس بواجب، فلعله فعله عليه السلام لبيان الجواز.