الأول: لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، بحسب الوقائع، كان يؤلف بإشارة جبريل.
أخرج الحاكم في "المستدرك"- بسند على شرط الشيخين- عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن في الرقاع. الحديث.
قال البيهقي: يشبه أن يكون المراد تأليف ما نزل من الآيات المفرقة/ في سورها وجمعها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، انتهى.
قلت: وقد تقدم من حديث ابن أبي العاص، في قوله تعالى:{إن الله يأمر بالعدل والإحسن} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل، فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع نت هذه السورة. فالقرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مؤلف بهذا التأليف، مرتب بهذا الترتيب، غير أنه ليس بمجموع في محل واحد، ولا في حفظ كل أحد إلا أفرادا معدودين.
الجمع الثاني: جمع سيدنا أبي بكر، بإشارة سيدنا عمر رضي الله عنهما.
روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه عقب مقتلة أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر