مبدأ الصوت، فلا صورة لها لأنها حد بين ما يسمع وما لا يسمع، ولا يتأتى النطق بها ساكنة، ولا بشيء من الحروف الساكنة ابتداء إلا بتقديم الهمزة، فلا بد من حركتها بالضرورة.
والحركات ثلاث: النصب، والرفع، والخفض، وأولها وأخفها في الحس على النفس: فعل النصب؛ لأنه على الانفتاح الذي هو أصل الصوت، ثم يعرض الضم والكسر، وأثقلها: فعل الرفع، دونه فعل الخفض.
والفتحة فصل بين الضمة والكسرة، وهذه الحركات الثلاث - التي هي في الأصل للهمزة بالاضطرار- هي التي تلقى على سائر الحروف الساكنة بالاختيار، فإذا طولت الهمزة بعد الصوت حدثت حروف المد واللين الثلاثة تابعة للحركات الثلاث، فلها صورة ظاهرة في السمع، وهي: الألف والياء والواو، فهذه الحروف الثلاثة - من حيث اتصلت بالهمزة - كانت أول الحروف كلها؛ لأنها في مقطع الهمزة، والحروف بعدها في مقاطع أنفسها، وإذا تحركت الحروف وطولت بالمد تبعتها هذه الحروف الثلاثة أيضاً، فكانت بهذه الجهة آخر الحروف كلها، وهي من كل حرف في مقطعه، فلأجل ذلك لم يجعلوا للهمزة صورة في الخط، فإنما تعضد بأحد بهذه الحروف الثلاثة، قاله أبو العباس.