أسماء الله كلها حسنى، ولا تنحصر في عدد، بل له أسماء علمناها وأسماء لم نعلمها، ولا يشكل علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم:(لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة) فإن معنى (من أحصاها) أي: من حفظها، من عدها، من عمل بها، والجمع بين هذه المعاني هو الصحيح كما سنفصل القول فيما بعد، ولا يدل ذلك على حصر أسماء الله في هذا الحديث، بل هذا الحديث فيه مزية وهي أن من حصر التسعة والتسعين اسماً دخل الجنة، كما تقول: معي خمسة دراهم للصدقة، فهذا لا ينفي أن هناك دراهم أخرى للنفقة على البيت، فمزيه الخمسة دراهم أنها للصدقة فقط، والذي يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الصريح:(اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك)، فقد استأثر الله نفسه ببعض أسمائه عنده في الغيب لا نعلمها، وفي حديث الشفاعة قال صلى الله عليه وسلم:(فأذهب عند العرش فأسجد فأحمد الله بمحامد يفتح عليّ بها لا أعلمها الآن) هذه المحامد تسبيح لله بالأسماء والصفات، وهي وقف للسجود عند العرش بعد عرصات يوم القيامة، وهي أسماء لا نعلمها، إذاً أسماء الله غير محصورة.