إن واجب الأمة نحو الصحابة يتمثل في أمور: أولاً: حبهم؛ فهو دين نتعبد الله جل وعلا به، كيف لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق -أو علامة النفاق- بغض الأنصار)، وقد قال أنس كما في الصحيحين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب).
فمن تحب ستكون معه، فإن كنت تحب البابا شنودة، وأهل الكفر والضلال، فأنت معهم، وإن كنت تحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرجو الله أن تكون معهم في الفردوس الأعلى.
وما رأيت حديثاً أفرح لي بمثل هذا الحديث أو قال: ما فرحنا بمثل هذا الحديث، إذ أننا نحب رسول الله -كأنه يلمح بأن عمله لا يصل به إلى أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى- وأبا بكر وعمر، ونرجو الله أن نكون معهم بهذا الحديث:(من أحب قوماً حشر معهم).
ونحن إذا أحببنا صحابة رسول الله فنحن معهم إن شاء الله.
فأول واجب على الأمة إذاً: هو حب صحابة رسول الله، وتعميق ذلك في قلوبنا، وفي قلوب الأهل والأقرباء والأصدقاء؛ لأنه دين نتعبد لله جل وعلا به، والمرء مع من أحب.
والإمام مالك يبين لنا كيف نحب رسول الله وصحابته الكرام فيقول: كان السلف يعلمون صبيانهم حب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسئل ابن المبارك: من الجماعة؟ فقال: أبو بكر وعمر.
وسئل الحسن: حب أبي بكر وعمر سنة؟ قال: لا، فريضة.
فلازم وواجب حب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دام أن رسول الله قد ربط الإيمان به وجعله علامة له.