للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السميع البصير]

سمع الله جل وعلا أحاط بكل شيء، لا تختلف عليه اللغات ولا الأصوات مع تفنن الحاجات سبحانه وتعالى، وسع سمعه كل الأصوات، سمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء حتى إنه يرى مخ ساقها جل وعلا، ولو قام الكون كله في صعيد واحد فسألوه في وقت واحد باختلاف هذه اللغات لاستمع لهم ولأعطاهم في نفس الوقت جل وعلا.

جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: سبحان الذي وسع سمعه كل الأصوات! والله إن خولة بنت ثعلبة جاءت تشتكي إلى الله وإلى رسوله من زوجها وأنا في ناحية البيت بجانبها يخفى عني بعض حديثها، والله جل وعلا أنزل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة:١] وهو فوق عرشه فوق السماوات السبع سبحانه وتعالى.

فسمع الله أحاط بكل شيء.

وهو بصير، وبصره نفذ في كل شيء كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه قال: (حجابه من نور لو كشفه لأحرقت سبحات -يعني أنوار- وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)، وبصر الله ينتهي إلى كل خلقه؛ لأن الله تبارك وتعالى أحاط بكل شيء رؤية جل وعلا.

وهو متكلم، وهذه صفة فعلية، والصحيح الراجح ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: هي ذاتية النوع، أي: الأصل، لكنها فعلية الآحاد، أي: أن الله جل وعلا في الأصل متكلم، لكن يتكلم إذا شاء بما شاء وكيفما شاء.