للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أقسام قدرة الله تعالى]

الله جل وعلا قادر بقدرة، وقدرة الله أحاطت بكل شيء، والله على كل شيء قدير، وقدرة الله أقسام: القدرة على تغيير الإرادات وعلى تغيير ما في القلوب، وهذه أدق الأشياء، وإذا علمتم ذلك فإن المرء يخشى على نفسه، قال الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال:٢٤]، لعل المرء يكون مؤمناً في الصباح، فيغير الله ما في قلبه؛ فيغير إيمانه إلى كفر، فيمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ثم يصبح كافراً، والله يمحص البشر، ويبتليهم ويختبرهم بالمصائب؛ ليمحص ما في القلوب، ويميز الخبيث من الطيب، فهذا البلاء والاختبار؛ لتمييز الصف المسلم من الصف المنافق ومن الصف المخذل الكافر، سئل أعرابي: كيف عرفت ربك؟ قال: عرفت ربي بتغيير الإرادات.

أي: أن الله جل وعلا يملك القلب فيغير الهمم ويغير الإرادات.

والله سبحانه قد يبتلي قلب المرء؛ ليعلم هل هو صادق أم أنه لا يريد نصرة الله ولا نصرة رسوله ودينه؟ فهو سبحانه قادر على تغيير الإرادات، فيغير إرادة من يريد إهلاك المسلمين فيصبح يريد الخير للمسلمين، وقد حدث ذلك قديماً وسيحدث حديثاً.