للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة أهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة]

إن الاتباع والطاعة والامتثال لأمر الله جل وعلا كان من سمات الصحابة، فعلينا أن نحذو حذوهم.

وأهل السنة والجماعة هم الطائفة المنصورة، وهم الطائفة الناجية، ومن هم أهل السنة والجماعة؟ لقد فسر معظم أهل الحديث: أن أهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة هم أهل الحديث، ولا أقول: أهل الحديث الذين اختصوا بأسانيد متون كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لا، بل هم أعم من ذلك، فأهل الحديث هم أهل القرآن، قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزمر:٢٣]، فكلام الله حديث تحدث به مع جبريل، وسمعه جبريل فتحدث به مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأهل القرآن هم أفضل، وهم الطائفة المنصورة وهم الطائفة الناجية؛ لأن الله جل وعلا قال: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزمر:٢٣]، فمن اهتم بالقرآن دراسة وفقهاً ونظراً واستظهاراً وحفظاً وتعليماً وعلماً كان من الطائفة المنصورة، بل كان أفضلهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، ثم بعد ذلك نقول: إن أهل الحديث الذين اختصوا بكلام النبي صلى الله عليه وسلم هم في المرتبة الثانية بعد أهل القرآن، هؤلاء الذين فرغوا أنفسهم ومهجهم وقلوبهم لدراسة حديث النبي صلى الله عليه وسلم وللذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم.