[معنى قوله تعالى:(وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)]
قول الله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}[الزخرف:٨٤].
قلنا: الجواب عن هذه الآية مثل الرد على التي قبلها، والذي يعضد ما نقول حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية في سنن أبي داود قال:(ربنا أنت في السماء، رحمتك في السماء، فأنزل رحمتك في الأرض)، وفي رواية:(أمرك في السماء) أي: شرعك في السماء، وأمرك في الأرض.
فقوله:{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}[الزخرف:٨٤] أي: إله في السماء يأمر وينهى، فيسمع ويطاع ويعبد، كما في الحديث:(أطت السماء وحق لها أن تئط، ما بين أربع أصابع إلا وملك ساجد أو راكع)، ومنهم الذي يحوم حول العرش، ويسبح لله جل وعلا، ومنهم الراكع، ومنهم الساجد، فهو الإله في السماء يأمر وينهى ويدبر الشئون، ويسمع له ويطاع، وهو إله في الأرض، أي: يأمر وينهى، ويسمع ويطاع شرعاً لا كوناً؛ لأن الله قدر كوناً أن بعض العباد يكفرون بأمره الشرعي.
وهذا هو الرد على هؤلاء الذين نفوا معية الله، ونفوا علوه جل وعلا على عرشه، وقالوا: إن الله جل وعلا في كل مكان، واستدلوا بقول الله تعالى:((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ))، وبقوله تعالى:((وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ)) وبقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}[الزخرف:٨٤].