وعكس المشبهة هم الجهمية المعطلة، فالمشبهة عبدوا الله جل وعلا على أنه خلق من الخلق، فشبهوه بالمخلوق، أما هؤلاء فقد نفروا من التشبيه فعطلوا صفات الله جل وعلا، وقالوا: لا سميع ولا سمع، لا بصير ولا بصر، لا قدير ولا قدرة، ومنهم من قال: هو سميع بلا سمع، قدير بلا قدرة، بصير بلا بصر، ومنهم من نفى الاسم والصفة، فمنهم من نفى الصفة دون الاسم، وهؤلاء أيضاً على كفر، فالقول قول كفر، لكن القائل ليس بكافر، والفاعل ليس بكافر حتى تقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة.
والجهمية نسبة إلى الجهم بن صفوان وقد أخذ هذه البدعة عن الجعد بن درهم فهو الذي أنشأها، لكن الجهم أخذها وجعلها تعلو إلى السماء، وجر الخلفاء عليها، وامتحن أهل العلم بهذه البدعة الظلماء، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أصل مقالة هؤلاء من أصل يهودي، وهي مقالة لبيد الأعصم الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد نفى صفات الله جل وعلا وأسمائه.