الفتوحات في عصر عثمان لم تكن كثيرة لكنها كانت إتماماً لفتوحات عمر، وكان هناك القمع للتمرد الذي حدث بعد موت عمر، فلما مات عمر وتولى عثمان كان كبير السن، فقد كان يكبر النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين فقط، وكان أكبر من عمر بن الخطاب، فكان شيخاً كبيراً عندما بويع له، فلما تولى عثمان الخلافة قال الفرس والروم: لا بد من إعادة الأمجاد، وتمردوا على الأمة الإسلامية، وابتدءوا يتحركون في الفتنة.
وأفضل ما حدث وما يكتبه التاريخ ويسطره بماء الذهب لـ عثمان أنه أنشأ أسطولاً بحرياً للأمة الإسلامية، فـ عمر بن الخطاب خشي هذه الخطوة لما ذكر له السفن ورجال البحر وما أمر به لكن عثمان في عصره أنشأ أسطولاً بحرياً يقاتلون به، والمعركة التي دارت في البحر هي أشهر المعارك في العالم وهي ذات الصواري فقد كانت بين المسلمين وبين الروم، حتى أن المسلمين تشاوروا معهم أن يجعلوا المعركة على ظهر الأرض فأبوا فذهب المسلمون فربطوا سفنهم بسفن الروم ثم تجالدوا بالسيوف حتى أثخنوا قسطنطين قائد الروم بالجراح وفر، ونصر الله المسلمين.
وفي الجهة الغربية كانت أيضاً معارك مع الروم، وأقوى وأروع ما يقال في هذا أن قائداً للمسلمين اسمه حبيب بن مسلم الزهري فقد كان مغواراً مقداماً شجاعاً، وكان في عشرة آلاف يعقد الألوية، فجاءه الروم بثمانين ألفاً، ثم طلب المدد فوصل إلى ثمانية عشر ألفاً، فلما عقد الألوية جاءته زوجته، فقالت: يا حبيب! أين ألقاك إذا حمي الوطيس وهاجت الرياح؟ -فانظروا الثابت- قال لها: اللقاء بيني وبينك في خيمة قائد الروم أو في الجنة، وانظروا إلى الثبات والقوة، يعني: إنه سوف يشق الصفوف قتلاً فيهم حتى يذهب إلى قائد الروم فيقتله لله جل وعلا، وفي المعركة ثمانية عشر ألفاً مقابل ثمانين ألفاً يتصارعون بالسيوف، وكتب الله النصر للمسلمين، وقابلته زوجته في خيمة قائد الروم بفضل الله جل وعلا عليه.