للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الكرامية]

الطائفة الخامسة: طائفة الكرامية الذين اتفقوا مع أهل السنة والجماعة في أن القرآن هو كلام الله حقيقة، تكلم الله به، وسمعه جبريل، ونزل به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: هي صفة فعلية يتكلم وقت ما شاء كيفما شاء بما شاء، لكنهم خالفوا أهل السنة والجماعة وقالوا: إن هذه الصفة اتصف الله بها بعدما كان غير متصف بها، أي: أنه اكتسب هذه الصفة اكتساباً.

والرد عليهم من وجهين: الوجه الأول: ما ثبت في الكتاب والسنة من أن الكلام صفة من صفات الله الفعلية الأزلية، قديمة النوع حادثة الأفراد، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، قال العلماء: إن الله كان رحيماً قبل أن يخلق الخلق ويرحمهم، كريماً قبل أن يخلق الخلق ويكرمهم، متكلماً قبل أن يخلق الخلق ويتكلم معهم، ولازم قولهم أن نصف الله بالنقص؛ لأننا لو قلنا: إن هذه الصفة قد اكتسبها الله جل وعلا وكان قبل ذلك لا يستطيع الكلام، فهذا نقص ينزه عنها المخلوق فضلاً عن الخالق، ولو أن رجلاً دخل على أحد أقربائه أو أقرانه فلم يتكلم يوماً ثم يومين ثم ثلاثة ثم في اليوم الرابع تكلم، فليس لأحد أن يقول: إنه كان أبكم لا يتكلم، ثم تكلم بعد ذلك، بل إن هذا الرجل كان متكلماً بالقوة، ثم بعدما شاء أن يتكلم أصبح متكلماً بالفعل.