إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إخوتي الكرام! ندخل في باب جديد في كتاب (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) هذا الباب هو: بدء الوحي، وتوطئة لهذا الباب، نبدأ بالكلام على الرسالة والنبوة، والفرق بين الرسول والنبي، وأقوال أهل العلم في ذلك، ثم بعد ذلك نبين أن الله جل وعلا إذا اختار نبياً اختاره عن حكمة وعلم، واختاره بفضيلة كانت فيه وهبه الله إياها، ونبين عطب كلام الفلاسفة الذين قالوا: إن النبوة مكتسبة، ثم نختم بكيفية الوحي، ومجيء الوحي، أو إرهاصات ومقدمات في تهيئة الناس لمبعث النبي صلى الله عليه وسلم.