الجن يأكلون ويشربون ويبولون كما يفعل بنو آدم، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن العظم:(إنه طعام إخوانكم من الجن).
ومن أدلة ذلك (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه أعرابي فأكل كل ما في الصفحة من طعام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: سم الله، رأيت الشيطان يأخذ بيده ليأكل معه)، فهذه دلالة على أنه يأكل.
ومن الأدلة على أن الجن يشربون ما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة قال:(مر رسول الله برجل يشرب قائماً، فقال له: أتريد أن يشرب معك الهر؟ -أي: القط- فقال: لا يا رسول الله! قال: يشرب معك من هو أشر منه، الشيطان)، فهذه دلالة على أن الشيطان يشرب.
وعندنا أدلة على أن الشيطان يبول في الصحيحين:(أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ذكر عنده فلان نام حتى أصبح قال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه)، وقوله:(حتى أصبح) فيه تأويلان: التأويل الأول: أنه نام حتى أصبح في الفجر، يعني: حتى طلع الفجر فلم يقم يصلي لله في الليل، وهذا قول بعض العلماء، فحذاري من التفريط في الأخذ من الليل ولو بركعة واحدة يقوم بها العبد لله جل وعلا.
والتأويل الثاني وهو الذي رجحه الجمهور، وهو الذي يرتاح إليه القلب ويميل إليه: أنه بات حتى أصبح فلم يصل الفجر.
وخلاصة القول: إن الجني يشارك الإنسي في كل شيء، حتى إنه مكلف كما هو مكلف.