للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نشر فضائلهم ومدحهم بما فيهم]

ثانياً: نشر فضائلهم، ومدحهم بما فيهم، وجعلهم أسوة لنا، فنغرس في أبنائنا أنهم هم القدوة والأسياد، والقادة بحق، وهم الذين كانت لهم الريادة المطلقة.

فتأتي إلى كتب التاريخ -التي فيها فضائل الصحابة- فتسطر لأولادك فضائل الصحابة، وتحكي لهم عن خالد قائد الأمة، الذي يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم -لما ارتقى المنبر وهو يبكي-: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، واستلم الراية سيف من سيوف الله سله الله على المشركين، جعل الله النصر على يديه).

هذا هو الذي جعل هرقل ملك الروم يقول له: من أنت؟! أأنزل الله لك سيفاً من السماء تقاتل به فلا تهزم أبداً؟!.

هذا سيف الله المسلول الذي ما دخل معركة قط إلا وجعل الله النصر على يديه.

فعلم أولادك حب خالد وسيرته وشجاعته، ثم تورد لهم عنه ما قاله وهو يموت -وأسأل الله أن لا نكون ممن عناهم خالد - ما في جسدي موضع إلا وفيه طعنة برمح، أو ضربة بسيف، أو رمية بسهم، ألا لا نامت أعين الجبناء.

نعوذ بالله أن نكون كذلك، ونعوذ بالله أن ينزع من قلوبنا حب الجهاد في سبيله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق).

ثم احك لأهلك وقرابتك عن أبي عبيدة بن الجراح، فقد لا يعرف أحد من هو أبو عبيدة وما مكانته.

أبو عبيدة هو الذي يقول فيه عمر -وهو على فراش الموت-: لو كان أبو عبيدة حياً لأعطيته الخلافة؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح).

واحك لهم عن جليبيب، وبين لهم أمراً من أهم الأمور: وهو أن الشهرة لا تساوي شيئاً، وفي الحديث: (إن الله يحب التقي الخفي النقي)، فالله تعالى يحب العبد الأشعث الأغبر، الذي إذا طرق على الأبواب دفع، فإذا أقسم على الله أبره.

جليبيب هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوة: أتفقدون أحداً؟ قالوا: لا نفقد أحداً، بحثنا عن كل أحد فما فقدنا أحداً، قال: ولكني أفقد أخي جليبيب، فإذا عرفه الله ورسوله، ما ضره أن الصحابة لم يعرفوه.

فواجب على كل الأمة أن تحدث أبنائها عن هؤلاء الأخيار، وأن تبين سيرهم، وأن تمدحهم، وتجعلهم قدوة تتخذ، فإذا فعلنا ذلك نحشر معهم إن شاء الله جل وعلا.