بصر الله أقسام: بصر يراد به العلم، أو يلزم منه العلم، كما قال الله تعالى:{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}[البقرة:٩٦] أي: عليم بما يعملون، وهذا يحتمل الزجر.
وبصرٌ يراد به التأييد والنصرة والتسديد، لقول الله تعالى:{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}[طه:٤٦].
وبصر يراد به الإثابة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم:(اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
أي: أنه يراك ويرى منك طاعتك ودعاءك وتذللك وانكسارك لله جل وعلا؛ فيثيبك على ذلك.
وأيضاً: قول الله تعالى: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}[البقرة:٩٦] تحتمل أيضاً هذه الإثابة؛ لأن الله بصيرٌ بالذي يعمل الخير، فيثيبه على ذلك.
وأيضاً قول الله تعالى:{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}[الشعراء:٢١٨ - ٢١٩] فيراك حين تقوم الليل فيثيبك على هذا، فهذا أيضاً بصر إثابة وبصر تهديد؛ لأن الله يرى ما يحدث فيهدد من يخالف شرعه، أو يخذل دينه ولا ينصره.
قال الله تعالى:{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}[العلق:١٤] أي: يرى ما يفعل فيحاسبه عليه، وقال جل وعلا:{فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التوبة:١٠٥] فهذا تهديد للمنافقين الذين ينافقون ويدسون السم لأهل الإسلام، فالله جل وعلا يخذلهم، بل ويهددهم بأنه يرى عملهم، بل وسيرى الناس عملهم في الدنيا فضيحة لهم، ثم يرجعون إليه ويبعثون؛ فيحاسبهم على نفاقهم أشد الحساب، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار.