الاسم مشتق من السمو وهو العلو، وهذا على حقيقته لله جل وعلا في ذاته وأسمائه وصفاته، فالله له العلو المطلق، علو الشأن والشرف والمكانة، وعلو القدر والقهر والغلبة، وعلو الذات.
فالله جل وعلا له علو الشرف والمكانة.
فلا أحد أشرف من الله، فلله الكمال المطلق، ولله الجمال المطلق، ولله الجلال المطلق سبحانه وتعالى.
وعلو القهر، قال تعالى:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}[الأنعام:٦١] إذا أراد شيئاً قال له: كن فيكون، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[يوسف:٢١].
أما علو الذات؛ فدليله أن الله جل وعلا قال:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥]، وورد بسند صحيح عن ابن مسعود: أن العرش فوق السموات، وهذا حكمه حكم المرفوع؛ لأنه من الأمور الغيبية التي لا يمكن للاجتهاد أن يصل إليها، فهو سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ابن مسعود لم يصعد إلى السماء ولم ير عرش الرحمن، ولا اجتهد في ذلك، فلابد أن يكون قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فعلو الذات ثابت لله جل وعلا بقوله:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه:٥]، وهذا سنفصل فيه القول إن شاء الله.
إذاً: الاسم مشتق من السمو وهو العلو، والعلو المطلق لله جل وعلا، علو القدر والشرف والمكانة، وعلو القهر والغلبة، وعلو الذات جل وعلا.
ثانياً: مشتق من السمة وهي العلامة في الإنسان، فيمكن أن يكون في الإنسان وشم أو شامة فتقول: أنا أعرفه بهذه العلامة، فالسمة بمعنى: العلامة، وهذه أيضاً حق في حق الله جل وعلا؛ فإن أسماء الله أعلام على ذات الله جل وعلا، فكل اسم من أسماء الله علم على ذات الله، وبعضها لابد فيه من قصد الذات الإلهية، حتى يكون علم على ذات الله جل وعلا.