للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أقسام السحر]

السحر سحران كما قسمه العلماء، سحر حقيقي، وقد اختلف العلماء فيه اختلافاً كثيراً، وأنكره المعتزلة كما سنبين في مسألة سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وسحر تخييلي، والسحر الحقيقي لا يقلب الأشياء على الصحيح، فقد اختلف العلماء هل هذا السحر يقلب الأعيان أولا، يعني: هل يقلب الإنسان إلى قرد، أو القرد إلى إنسان، فهذا اختلف فيه أهل السنة والجماعة، والغالب المقصود هو هذا النوع وهو السحر الحقيقي، وهذا السحر لا يمكن للإنسان أن يصل إليه وأن يتمرس فيه حتى يؤدي القرابين إلى من يعلمه ذلك وهم الشياطين، فلا يمكن للإنسان أن يقرع باب السحر المؤثر حقيقة بإذن الله الكوني إلا أن يقدم القرابين للشياطين كما سنبين كيفية تعليم السحر.

والنوع الثاني من السحر: السحر التخييلي، والسحر التخييلي ليس له تأثير أبداً، وإنما تأثير يكون على الرؤية فقط، فهو خداع وتلبيس وتضليل، فيسحر أعين الناس، كما هو حال سحرة فرعون، قال الله عنهم لما قال لهم موسى: {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف:١١٦]، فعظم الله هذا الفعل من التدليس والتلبيس على الناس وقلب الحقائق في أعينهم، فقد رموا بالحبال المطلية بالزئبق والمواد الكيماوية التي يستعملونها والعقاقير، فتحركت فتخيل الناس أنها حيات وثعابين، والحق أنها حبال لا روح فيها؛ ولذلك لما ألقى موسى عصاه فتلقفت كل هذه الحيات آمن السحرة؛ لأنهم علموا أن هذا حق وأن هذه الروح من عند الذي خلقها سبحانه وتعالى.

ومثل هذا ما يفعله الآن بعض السحرة الذي بخفة يده يضحك على الناس، فيخرج الدرهم من يد أحدهم أو يلعب بالبيضة يخرجها من أذن الرجل أو من جيب الرجل، فكل هذه من أنواع السحر التخييلي، وهذا لا يصل إلى الكفر كما سنبين.