القول الأول: أن الكفار لا يحاسبون، واستدلوا على ذلك بأدلة: الدليل الأول: حديث ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه لما سألوه عن النجوى فقال: (يدني الله المؤمن منه حتى يضع عليه كنفه، ثم يقرره بأعماله يقول: عبدي تذكر يوم كذا وكذا، وتذكر يوم كذا وكذا، فالعبد يقول: أعرف ربي، أذكر ربي، ثم يقول الله جل وعلا: عبدي قد سترتها عليك في الدنيا وأنا اليوم أغفرها لك، -محل الشاهد- أما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رءوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ويتساقطون في نار جهنم- وفي آخر الحديث قال- ثم ينادى: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ويقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين) ففي الحديث دلالة على أن الله جل وعلا لا يدني الكافر ولا يضع عليه سترة كما فعل مع المؤمن، بل ينادى بهم فقط: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة على الظالمين.
الدليل الثاني: ما ورد في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما بين لهم أنهم يرون ربهم ولا يضامون في رؤيته قال: (فينادي المنادي: ليلحق كل واحد ما كان يعبد، فأهل الأصنام يلحقون بأهل الأصنام، وأهل الطواغيت يلحقون بالطواغيت، ومن كان يعبد الشمس يلحق بالشمس، ومن كان يعبد القمر يلحق بالقمر، وكل ذلك يكور ويتساقط في نار جهنم، ثم قال: ويبقى من كان يعبد الله من مؤمن بار أو فاجر ومنافق كان يعبد الله رياءً حتى يحاسبوا، وغبرات من أهل الكتاب) فظاهر الحديث أن الذي سيحاسب هم المؤمن البر والفاجر وغبرات من أهل الكتاب والباقي يتساقطون ولا حساب عليهم، فالكفار بهذه الأدلة لا يحاسبون.