الأجساد التي لا تبلى في القبر أجساد الأنبياء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)، وكذلك أجساد الشهداء، فقد وردت آثار كثيرة جداً أن أجساد الشهداء لا تبلى، فإن عبد الله بن حرام أبو جابر رضي الله عنه وأرضاه لما قتل في أحد، بعد ستة أشهر كشف عنه جابر فوجده كما هو إلا تغير يسير في أذنه، وفي خلافة معاوية أيضاً عندما أراد أن يجري عيناً من أحد، فمر بها على قبور شهداء أحد، فنبشوا ووجدوهم كما هم، وأصيبت رجل حمزة رضي الله عنه وأرضاه فأدمت، وهذا فيه دلالة على أنه كما كان، وكان الدم حاراً.
وعمر رضي الله عنه وأرضاه وجد جسد دانيال النبي الكريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام فعمى قبره على الناس، والمقصود: أنه وجد جسده كاملاً، فقد حرم الله جل وعلا على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
وشيء واحد فقط لا يبلى من جميع الناس وهو عجب الذنب كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وعند قيام الساعة الله جل وعلا يأمر السماء فتمطر مطراً يشبه المني، فينبت المرء منه من عجب الذنب، فعجب الذنب أيضاً لا يبلى ولا يفنى.