ما من نبي إلا وآتاه الله معجزة، فهذا نوح عليه السلام حباه الله جل وعلا أمام قومه معجزة بليغة جداً في عصره وهي السفينة، فكان يصنع السفينة على الرمال، فكان كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، أي: كأنهم يقولون: ماذا يصنع؟! أيظن أن هذه السفينة تسير على الرمال؟! ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس! فكانوا يستغربون ويقولون: جُن الرجل! وهي معجزة مخفية، والله جل وعلا بين هذه المعجزة عندما أمر السماء أن تهطل مطراً، وأمر الأرض أن تتفجر عيوناً قال تعالى:{فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}[القمر:١٢].
ثم بعد ذلك لما قدر الأمر، وغرقت الدنيا وما فيها ظهرت هذه المعجزة، فنجى الله جل وعلا نوحاً ومن معه على هذه السفينة.
فهل هناك شبه في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم بمعجزة نوح؟ نعم، غزوة الأحزاب، فالله جل وعلا ابتلى الكفار فيها بريح عاتية تقلع الجذور من مكانها وتطاير الناس، وما بين المسلمين والمشركين إلا هذا الخندق، والريح لا تأتي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم.