[مشابهة معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لمعجزات عيسى عليه السلام]
كذلك عيسى عليه السلام حباه الله أيضاً بعض الآيات العظام، ألا وهي الطب، فكان يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، وكان يعالج مرضى الصرع والجنون فكانت آية عظيمة.
كذلك: أكرم الله هذا النبي العظيم بنفس المعجزات؛ ليبين جلالة قدره وعلو مكانته عنده، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عالج المرضى بمعجزة من المعجزات التي حباه الله إياها، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الغار مع أبي بكر وكان في الغار ثغرات سدها أبو بكر بجميع ما عنده، حتى إنه ما وجد شيئاً إلا رجله في ثغرة من الثغرات فسدها برجله، فلدغته عقرب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً على فخذ أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، فلم يخرج صوتاً خوفاً من أن يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أي رجل هذا الذي يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه؟! لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا من منا من يقدم نفسه من أجله صلى الله عليه وسلم؟! والله ما أرى ذلك، وعندي الدليل في ذلك، وهو: أن موت النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني موت سنته، ونحن نقدم الأهواء والعقول على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقدم آراء أسافل الناس على سنته صلى الله عليه وسلم، فما رأيكم لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً؟ والله أعلم هل كنا سنؤمن به أم لا؟ ولكن فضل الله علينا عظيم، الغرض المقصود: بكى أبو بكر ونزلت دموعه على وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم وعلم الخبر فمس بيده الشريفة رجل أبي بكر فكان أبو بكر كأنما نشط من عقال، أي: كأنه لم يصب بشيء! كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر -اللهم أعد علينا خيبر يا رب العالمين! نسأل الله ربنا أن ينصر أهل الإسلام على أهل الكفر، ولكن لا تتوقعوا في هذه الأزمنة النصر إلا أن تعودوا إلى ربكم، والله لن ننتصر بقومية ولا حزبية، ولا بأغاني ولا بتمثيليات ومسرحيات، لن ننتصر بهذا قط، بل سننتصر بقوة الله وقوة الله لا تتنزل إلا على الذين اصطفاهم الله جل علا- أعاده الله علينا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، فباتوا يدوكون ليلتهم أيهم يعطى هذه الراية)، وكان ممن تشرئب عنقه لهذه الراية عمر الفاروق، فكان يتنافس على الخير، قال: وددت هذه الراية أن تكون لي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قيدها بقيدين مهمين:(يحب الله ورسوله) فهذا فيه دلالة على الصدق والإخلاص في قلبه، وقوله:(ويحبه الله ورسوله) فيه دلالة على مكانته عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، المهم:(إنه لما جاء الصباح سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن علي فقالوا: يشتكي عينه، فجاء علي فتفل النبي صلى الله عليه وسلم في عينه، قال: فرأيت بها أشد ما أرى بالعين السليمة).
وأيضا لما ذهب عبد الله بن عتيق رضي الله عنه وأرضاه فقتل أبا رافع الذي كان يهجي النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما خرج من الباب سقط فكسرت ساقه؛ فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده عليها، فقام الرجل كأن ليس به بأس.