إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد: ما زلنا مع القدر خيره وشره، وأنه ركن من أركان الإيمان، بل هو الركن السادس من أركان الإيمان، ولا يقبل إيمان عبد عند الله جل وعلا حتى يقابله وهو يؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الله جل وعلا إذا قدر على العبد أمراً فلا بد وأن يقع، وأن ما شاء الله في هذا الكون الشاسع وقع، وما لم يشأ لم يكن، بقدرته وعزته جل وعلا.
من مراتب القدر: الخلق، ومعناه عموم خلق الله جل وعلا لكل شيء، فالله علم فكتب فأراد فخلق سبحانه وتعالى، والله جل وعلا خلق كل شيء، ومن هذا الشيء أفعال العباد، فما من شيء في الكون إلا وهو بإرادته ومشيئته جل وعلا.