أقول: سعد بن أبي وقاص صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وهو الذي وقف النبي صلى الله عليه وسلم أمامه وأمام الناس وقال: هذا خالي -خاله من الرضاعة- فليريني أحدكم من خاله.
افتخاراً بـ سعد رضي الله عنه.
قال علي بن أبي طالب: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتدي بأبويه أحداً مثل ما افتدى بـ سعد يوم أحد.
يوم أن اشتد الهم والغم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ذلك اليوم يرمي أحد المشركين امرأة، فيراها تتقلب في دمها، ويضحك المشرك، فقام سعد فرماه بالسهم فقتله، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له:(ارم سعد! ارم فداك أبي وأمي).
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه الذي ترك الدنيا بأسرها، وترك الخلافة مع أنه كان أحق بها من الستة الذين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم، يقول له ابنه: يا أبت! الناس يقتتلون على الخلافة، وأنت هاهنا في الصحراء! فقال سعد: يا بني! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب التقي الخفي).
وانظروا في من طعن فيه، ماذا كان مآله؟ فقد جاء في الصحيحين أنهم اشتكوا إلى عمر سعد بن أبي وقاص، فبعث إليه، فقام قائلهم يقول: لا يعطي العطاء، ولا يقسم بالسوية، وأخذ يطعن في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بعد أن سمع هذا الرجل فقال: اللهم إن كان قام هذا رياء وسمعة، اللهم أطل عمره، وأعم بصره، وعرضه للفتن.
قال الراوي: والله لقد رأيته وقد سقط حاجبه على عينيه، ورأيته يتعرض للجواري في الشوارع، ويقول: عبد مفتون أصابته دعوة سعد رضي الله عنه وأرضاه.