للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة نعيم البرزخ]

السؤال

هل يدخل أحد الجنة حقيقة وهو في البرزخ؟

الجواب

لا، ليس دخولاً في الجنة، بل يعرض عليه مقعده من الجنة، ويعرض عليه مقعده من النار، ويأتيه من طيبها وريحها، لكن لا يدخل الجنة أحد حقيقة إلا يوم القيامة، فحياة البرزخ حياة لا هي حياة أخروية ولا هي حياة دنيوية، بل حياة غيبية يعلمها الله جل وعلا.

أما ما قيل لـ حبيب كما قال تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [يس:٢٦] فإن المعنى: مآلك إلى الجنة، فهذا هو المعنى الصحيح بالقرائن المحققة والمؤصلة من العمومات التي أثبتت أنه لا دخول للجنة إلا في الآخرة، وكل ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة أو النار كل هذا يكون في البرزخ والدليل على ما قلناه هو قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر:٤٦]، فإنهم لم يدخلوا بل قال: (يعرضون)، ثم قال بعد ذلك: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:٤٦]، أما الأرواح فهي في حواصل طير تطوف بالجنة وتتنعم، أما الأجساد فلا تدخل الجنة إلا في الآخرة، والجمع بين الجسد والروح لا يكون إلا في الآخرة.