عاقبة المتطاولين على الشيخين خصوصاً والصحابة عموماً
وهذا محمد بن سيرين كان يطوف بالكعبة، فسمع رجلاً يقول: اللهم اغفر لي، وإني لا أظن أنك لن تغفر لي، فقال محمد بن سيرين: يا رجل! كيف تدعو بهذا الدعاء! فقال: أنت لا تعرف حكايتي.
قال: ما حكايتك؟ قال: قد نذرت لله أني ألطم عثمان على وجهه فما استطعت ذلك في حياته، فلما مات دخلت عليه فطلمته في وجهه فيبست يدي كما ترى، أي: شل الله يده؛ لأنه تعرض لـ عثمان رضي الله عنه وأرضاه ذو النورين.
وأيضاً عن الثوري أنه كان يصلي الفجر بغلس، يعني: يذهب إلى صلاة الفجر بغلس، والناس نيام، فيذهب إلى المسجد ويستغفر ويدعو الله جل وعلا.
قال: فكنت كلما ذهبت إلى المسجد بغلس رأيت كلباً مترصداً للناس، فخفت أن أسجد فيؤذيني.
فقلت: أنظر ما حكاية هذا الكلب؟ فمررت به ثم جلست، وإذا بالكلب ينظر إلي، فقال: يا أبا عبد الله! مر ولا تخف! فإني أمرت بمن يسب أبا بكر وعمر، أي: ذلك مترصد للذين يسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينهش في لحومهم.
وأيضاً: ورد عن بعض الأخيار أنه مر على قرية، فكان فيها أناس يسبون أبا بكر وعمر، فنهاهم الرجل، فقال لأحدهم: اتق الله، ولا تسب أبا بكر وعمر، فإن أبا بكر وعمر كانا كذا وكذا، وأخذ يذكر له فضائلهما، والرجل لم ينته عن سبه لـ أبي بكر وعمر، قال: وهو معنا في سفرنا، فنظرنا إلى يد الرجل فإذا يده يد خنزير، وواصلنا السفر حتى أتينا على قطيع من الخنازير، فسمعنا من خلفنا صيحة خنزير مع الخنازير، ثم دخل بين الخنازير، فما عرفناه من بينهم، أي: أن الله قد مسخه خنزيراً حقيراً؛ لأنه كان يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
اللهم العن من يسب هؤلاء، وامسخهم خنازير وقردة يا رب العالمين! واجعل في قلوبنا حبك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً: ما من أحد يسب رسول الله، أو يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا ويشدد الله جل وعلا عليه، ويمثل به في الدنيا قبل الآخرة.
وأما الخلافة الراشدة، والكلام على خلافة أبي بكر، وفضله، وفضل عمر وعلي وعثمان، وفضل العشرة المبشرين، فسيأتي في دروس لاحقة بعون الله عز وجل.