وكللها قطر الندى بفرائد ... تودّ العذارى لو نظمن لها سلكا
وجرّ الصبا ذيلاً على عذباتها ... وفكك أزهار الكمام وما انفكا
فأذرى دموع الطل وافترّ مبسم ... الأقاح فما ندري أأضحك أو أبكى
بأبدع من غرّا بدائعه التي ... تحار عيون الفكر في حسنها سبكا
فيا ابن الأولى يسمو لهم شرف العلا ... ويرفع من آثارهم فوقه سمكا
ومن شيدوا ربع التقى بفضائل ... أقامت بناء المجد من بعد ما دكا
ويا سابقاً في حلبة الشعر رحمة ... بأفكار قوم بالكلال غدت ربكى
فإن تصاريف القضا عبثت بهم ... وقد بتكتهم عن مطالبهم بتكا
وفيك على المعروف والصدق آية ... نفت عن صفا أخلاقك الزور والأفكا
وها أنا قد مرّغت وجه اساءتي ... بساحة أعذاري لنيل الرضى منكا
فجد وأعر طرف القبول ألوكة ... روت كل معنى راق من لفظها عنكا
ولا زلت مخطوباً لكل كريمة ... لها من غواشي المدح ما نافس المسكا
مدى الدهر ما بثت بذكرك أسطري ... عبير شذا كالعنبر الرطب أو أذكى
وللمترجم
زوّد الصب نظرة من لقائك ... واشف مضنى الهوى برشف لمائك
وأنقذ المغرم الذي شفه الوج ... د يوصل يذوده عن قلائك
إنما الليل من فروعك والصب ... ح غدا يستمدّ من لألائك
وكذا المسك ما تضوّع إلا ... حين وافته نفحة من شذائك
أنت في الحل من دم سفكته ... في مجال الغرام بيض ظبائك
يا فؤاداً أمسى جريحاً بسهمي ... لحظه ثغره شفاء لدائك
كف يا لحظه عن الفتك فينا ... إننا في السقام من نظرائك
وكذا يا قوامه الغصن من ذا ... أطلع البدر مشرقاً في ذرائك
ومنها
يا غزالاً إذا رنا سلب الأن ... فس رفقاً على حشا مضنائك
أترى ما نفى الكرى عن جفوني ... وشجاني من الهوى برضائك
أعذار بدا بخدّيك هذا ... أم لصيد الألباب أضحى شرائك
أم حروف الدلال قد خطها الحس ... ن على وجنتيك من املائك
أم على البدر هالة قد ترآءت ... لعيون الورى بأفق سمائك
أم مشى النمل فوق نور محيا ... حار فيه اللبيب من شعرائك